موضوع: تطور عادات النوم عند الطفل السبت أغسطس 30, 2008 10:45 am
تطور عادات النوم عند الطفل
د. أميمة محمد عمور - عاده ما يثير تطور سلوك النوم ومدته عند الطفل تساؤل كل أب وكل أم بغض النظر عن سن طفلهما.كما ويثير اهتمام الوالدين المدى الذي قد يستطيعان به تكييف عادات نوم طفلهما بحيث لا تتضارب مع حاجاتهما. ومن المعروف أن معدل نوم الراشد هو ثماني ساعات . ولكن معدل نوم الأطفال مختلف عن ذلك اختلافاً كبيراً. فالوليد الجديد قد ينام كل يوم ست عشرة ساعة أو أكثر. والمدى الفعلي لساعات نوم الرضيع يتراوح بين اثنتي عشرة ساعة واثنتين وعشرين ساعة يومياً. وعندما يبلغ الطفل العام الأول من عمره تكون مدة نومه بين اثنتي عشرة وثماني عشرة ساعة في اليوم. و يستحيل على الوالدين أن يحددا العدد الصحيح لساعات نوم طفلهما وذلك راجع إلى الفروق في نسبة التطور بين طفل وآخر، وإلى التباين بين المدد التي يمكن اعتبارها طبيعية لهذا الطفل أو ذاك. ولكن ما يسعى إليه الوالدان خلال العام الأول من حياة طفلهما ربما كان إحداث تغيير عام في شكل نومه. ومن الملاحظ أن التبدل الرئيسي الذي يطرأ على الطفل عند بلوغه العام الأول من عمره ليس عدد ساعات نومه، وإنما أسلوب نومه وكذلك تبدل إيقاعات النوم واليقظة لديه. فعندما يقل عمر الرضيع عن شهر واحد، فإنه قد يكون مستعداً للنوم المتواصل ثلاث ساعات أو أربع دفعة واحدة،وتتخلل فترات النوم لحظات من اليقظة. وعند بلوغ الرضيع شهره الخامس إلى السادس تأخذ تلك الفترات في الاختلاط يبعضها. وفي الأشهر التي تلي ذلك من عمر الطفل تأخذ فترات النوم في الانتقال شيئاً فشيئاً إلى ساعات الليل، وانتقال فترات اليقظة، إلى ساعات النهار (تتخللها فترات من النوم القليل) بحيث يصبح مجموع الساعات التي ينامها الطفل ذو العام الواحد من عمره في النهار ثلاثاً أو أربع ساعات. أما في الليل فإن الطفل ينام بين إحدى عشرة واثنتي عشرة ساعة. وهنا تتباين الحاجة إلى النوم تبعاً لتباين مقدار تطور الطفل واختلاف البيئة التي يعيش فيها. ولا تتطور عادة النوم عند كثير من الأطفال تطوراً يجعلهم ينامون الليل بطوله، قبل أن يبلغوا من العمر ما بين عام ونصف الى عامين. ويشير الأخصائيون أن فترات القيلولة أو لحظات النوم الخاطفة هي جزء أساسي لا غنى عنه لعملية تطور النوم عند الطفل. وتبدل هذه الفترات يعتبر التبدل الرئيسي الذي يطرأ على الطفل حتى سن الخامسة. ويجب تجنب إجبار أو إكراه الطفل على القيلولة أو تحديد مدة استمرارها.. فالقيلولة كالمشي من حيث إنها عادة تنشأ تنشئة ولا تفرض بالإكراه.. فالطفل يحتاج إلى قسط كاف من النوم كي يظل سليماً نشيطاً. والحقيقة هي أن نقص النوم يؤثر علينا جميعاً تأثيراً سيئاً،ويزداد ذلك وضوحاً عند الأطفال.. إذ كلما ازداد إحساس الطفل بالتعب والإرهاق قلت قدرته على التحكم بمنعكساته، لذلك قد يعمد إلى ضرب أخيه أو أخته أو الإلحاح في بطلباته. اما فهم الآباء والأمهات لموضوع تطور عادات النوم عند الطفل فيجنبهم ويجبن أطفالهم الوقوع في مشاكل ويمنح الطفل وذويه نوماً هانئا.