موضوع: الحمار الوحشي : كائن جميل مهدد بالإنقراض الجمعة أغسطس 29, 2008 9:00 am
الحمار الوحشي: كائن جميل مهدد بالانقراض
الحمار الوحشي أو الحمار المخطط، هو من الحيوانات التي تلد وترضع صغارها كبقية الحيوانات اللبونة. فهو حيوان يشبه الحصان يعيش على شكل قطعان بريّة في المناطق الحارّة الجافّة شبه الصحراويّة، والمناطق الجبليّة من أفريقيا الشرقيّة والجنوبيّة. يتميّز جلده الأبيض المائل إلى الصفرة بخطوطه البنيّة الواضحة، ويتغذّى على الأعشاب والشجيرات الغضّة، تلد الأتان وهي أنثى الحمار في أي وقت من أيّام السنة، وترضع مولودها نحو عام كامل، بالإضافة إلى تناوله الأعشاب الغضّة بعد عدّة أيّام من ولادته، ويتضاعف وزنه خلال عدّة أسابيع من ولادته، وينضمّ إلى القطيع الذي يؤمّن له الحماية من الحيوانات المفترسة. الحمار الوحشي فريسة سهلة للحيوانات المفترسة، مع أنه سريع في الجري ويستخدم قدميه الخلفيتين بالرفس دفاعا عن نفسه، ألا انه يصبح فريسة سهلة عند طلبه للماء قرب الغدران. وتتعرّض قطعان حمار الوحش للانقراض بسبب نقص المياه الحاصل في أماكن تواجدها، وبسبب الصيد الجائر للاستفادة من جلده الجميل، ولحمه أحياناً. يعتبر الحمار الوحشي هو النوع الأفريقي من الحصان، ويتميز بأذنيه وعينيه الكبيرتين وذيله الطويل، كما أنه يتميز بشعر عنق غزير ومنتصب عمودياً لونه أبيض وأسود. الخطوط المختلفة للحيوان توفر له ما يسمى (بالتشتيت اللوني) لحدود الجسم، فتختلط ألوانه بين العشب والظلال، بحيث يصعب على الوحوش التي تهاجم قطعان الحمر الوحشية تحديد فرد بعينه عندما تمرق هاربة في مختلف الاتجاهات. يعيش الحمار الوحشي في مجموعات تسمى (القطيع)، وهو مؤلف من العديد من العائلات وكل عائلة تحتوي على ذكر قائد يسمى الفحل والعديد من الإناث التي تتبع الذكر وتكون معه أسرة مترابطة، بالإضافة إلى صغار الحمر الوحشية والتي تسمى بالمهر. والحمار (السهلي) هو النوع الأكثر ترابطاً بالنسبة لبقية الأنواع. وتتداخل حدود القطيع مع قطعان الحيوانات العشبية الأخرى وتتفاوت في الحجم والمكان حسب الفصول ووفرة الغذاء. كما توجد قطعان مؤلفة من الإناث والذكور العزاب والمؤلفة من أفراد لم تشكل عائلة بعد لصغرها أو لم تستطع تشكيلها. تكون الحمر الوحشية أكثر نشاطاً في النهار بينما تقضي الليالي بشكل فردي على الأعشاب القصيرة والآمنة من الوحوش. وفي الصباح حين ينتشر الدفء يتحرك القطيع إلى المراعي ذات الأعشاب الطويلة، وتحركات المجموعة بين المرعى والمياه ومناطق النوع تعتبر أهم أوجه النشاط في حياتها، كما تتيح الفرصة لممارسة النشاط الجماعي لأفراد القطيع والتعارف فيما بينها. أما عند الظهيرة وفي الطقس الحار، فيبدأ القطيع في التحرك نحو المراعي الأطول عشباً، وربما يسير لمسافة 17 كيلومتراً قبل أن يحل الليل. ويكون منتصف النهار هو ذروة النشاط الاجتماعي وخاصة بالنسبة للحمار الوحشي الذكر الأعزب حيث يلتقى ويتعارف على العديد من أفراد نوعه خلال الحركة الضخمة للقطيع بين المراعي والماء وأماكن النوم. وتتجمع الحمر الوحشية في قطعان كبيرة حماية لها من الأعداء حيث يوجد في كل قطيع أفراد للمراقبة خوفاً من هجوم الحيوانات المفترسة، وهي تنذر القطيع عند رؤية العدو فيفر القطيع بانتظام حيث تكون الذكور في المقدمة لحماية الإناث والصغار. إن الأعداء الطبيعيين للحمير الوحشية هي الضواري آكلة اللحوم من الأسود والضباع والكلاب البرية والنمور والفهود. ويقوم الحمار الوحشي بالدفاع عن نفسه وعن أسرته بواسطة ركلات أقدامه القوية، وكذلك عضات أسنانه، كما يعتمد على سرعة الجري حيث تصل سرعته إلى 60 كم في الساعة عند الهرب من عدوه.