موضوع: العلاقات البشرية .. بين المحبة والإلتزام الخميس أغسطس 28, 2008 1:25 pm
العلاقات البشرية.. بين المحبة والالتزام
ناهده جابر اللبدي - من المعروف أن الإنسان مدني بطبعه لايمكن أن يعيش بمعزل عن الآخرين فأثناء مسيرة حياتنا نتعرض لسلسلة واسعة من العلاقات الإنسانية المعقدة التي قد تنشأ منها بعض الصراعات والأزمات سواء كانت على نطاق (العمل، الزواج،الأسرة ، الأصدقاء..) فكثيرا مانتساءل ما هو السبب الذي يكمن وراء الصراع ويؤدي بنا إلى سوء التفاهم ومن ثم فشل هذه العلاقة؟!! قبل أن نحدد ذلك لابد من معرفة ماهي العلاقة التي سعى الإنسان لها؟ العلاقة تتحدد بأن الإنسان بطبيعته محب للآخرين يتوفر فيه نزعة حب الاهتمام من قبل الآخرين وحب توجيه اهتمامه تجاه شخص آخر يكون شريك له يعيش ويتفاعل معه بتناغم وسعادة. ولكي يحدث هذا التناغم والتفاعل بايجابية لابد أن تتوافر لدينا المقومات الأساسية إنجاح هذه العلاقة وهي: * تحديد الهدف وما نريد تحقيقه (السعادة، التميز، الإبداع، الثروة...)فمعروف أن من خلال معرفتنا للهدف يجعل علاقاتنا واضحة ويضفي عليها المتعة... * التحلي بأسس العلاقات الإنسانية (الصدق، الإخلاص ، الامانه، العطاء الغير المشروط، الإيثار، الصبر، الاحتواء..) * التخلي عن فكرة السيطرة والتملك. * الابتعاد عن النقد وتوجيه تصرفات الآخرين. فالكثير منا يقف للآخر موقف الحاكم والجلاد فتراه ينتقد كل تصرف وقول بقصد توجيه سلوكه وتصرفاته خاصة إذا كانت مخالفة لما يحمه الناقد فهو يريد كل شخص ان يتصرف بنفس النمط الذي يؤمن به ويسير عليه... وهنا يبدأ الصراع وسوء التفاهم فبدلا من الاحتواء والتعرف على من نتعامل معهم بأسلوب الحوار والتفضيل نتبع ميولنا التلقائية في إخضاع الآخرين لما نريده.. نستخلص ما سبق... إن طبيعة العلاقات البشرية ليست مجرد مصطلح نحددها بالصح والخطأ، والمقبول والغير مقبول، ولوم الآخر ونقده، بل تتحدد بالأسلوب الذي ننتقيه في كيفية احتوائنا للآخر واستيعابه والى كيفية الوصول إلى جوهره ومحاكاته بالحوار والمناقشة الهادئة البناءة، والتعرف على زوايا المشكلة وحلها بدلا من اللوم كل للآخر والدفاع كل عن فكرته... فعلينا أن ننظر إلى الطرف الآخر أو الشريك الذي نتعامل معه بنظرة ايجابية علينا أن نخرج كل ماهو جميل لديه بالأساليب الايجابية الناجحة... فأخيرا نحن نتعامل مع إنسان يجتمع فيه الأحلام والمشاعر والأفكار والخلق، وليس آلة نوجهه كما نريد دون الشعور به.