مرافئ المتوسط ..اللاذقية: رأس بسيط .. وحرف أوغاريت الأولى
كاتب الموضوع
رسالة
البلد : نقاط : 198450 تاريخ التسجيل : 01/01/1970
موضوع: مرافئ المتوسط ..اللاذقية: رأس بسيط .. وحرف أوغاريت الأولى الثلاثاء مارس 30, 2010 5:32 pm
مرافئ المتوسط .. اللاذقية: رأس بسيط.. وحرف أوغاريت الأولى
محمد رفيع - برأسها البسيط وشاطئها الأزرق تُلقي على جبالها العالية وشاح «خَفَرها»، ولا تخاف. فالبحر هناك تكسر أمواجه مرافئ وخلجان اعتادت هديره، وإن جُنَّ البحر يوماً، فله الجبال التي تسكنها النسور. هناك، يُلقى البرُّ الشرقي على البحر سحره ببذخ فادح. فكروم العنب والزيتون تُدفئ وحشة التراب، ولطالما حملت إلى مدن المتوسط الأخرى نبيذها وزيتها، ودفء ما انتجته حضارة إنسانها. ويكفيها انها منحت العالم أول حروف أبجدية أوغاريت المكتوبة.
حقائق
اللاذقية، مدينة سورية، تقع على الساحل الشرقي للمتوسط، حيث تعتبر الميناء الرئيسي للجمهورية العربية السورية. ويمتاز ساحلها بالجمع بين بيئتي الجبل والبحر، كما تحيط بها الغابات الكثيفة وشديدة الخضرة. وللاذقية مرفأ طبيعي متميز، ويحيط بها ريف غني وخصب، تنتشر فيه كروم العنب، منذ أقدم العصور. حيث كان يضع منه النبذ الذي يصدر إلى معظم مدن المتوسط. ويرجع إنشاء اللاذقية إلى الفينيقيين، الذين كانوا يسيطرون على الساحل الشرقي للمتوسط. حيث كانت اللاذقية تابعة لـ»مملكة أوغاريت». أما الاغريق، فقد كانوا يسمونها «الرأس الأبيض». وأصبحت المدينة تسمى بـ(لاوذكيّة أو لاوديسة)، تيّمناً باسم والدة الامبراطور السلوقي، وذلك في العصر الهيليني او السلوقي. حيث شكلت اتحاداً مع مدن (للسلوقية وانطاكية وافاميا). تعرضت المدينة إلى زلازل مدمرة في أواخر القرن الخامس الميلادي واواسط القرن السادس. وسيطر عليها العرب المسلمون في العام 638م، الا ان البيزنطيين تمكنوا من استعادتها بعد نحو ثلاثين عاماً. ثم استولى عليها السلاجقة في اواخر القرن الحادي عشر، ليعود الصليبيون (الفرنجة) بالاستيلاء عليها بعد نحو أحد عشر عاماً، ويلحقوها بولاية انطاكية. في العام 1188م، نجح صلاح الدين في استرداد المدينة. ليستولي عليها الصليبيون ثانية في النصف الثاني من القرن الثالث عشر، ثم يستردها منهم السلطان قلادون بعد نحو سبعة وعشرين عاماً. ومنذ القرون السادس عشر وحتى الحرب الكونية الأولى في القرن العشرين، ظلت اللاذقية جزءاً من الامبراطورية العثمانية. وبعد الاحتلال الفرنسي لسورية، منح الفرنسيون منطقة اللاذقية حكما ذاتيا، الى ان تم ضم اجزاء سورية المبعثرة (دولتي العلويين والدروز) الى الدولة السورية في العام 1943. تتراكب في مدينة اللاذقية حضارات كثيرة موغلة في القدم، وقدمت للبشرية اول اللغات المكتوبة في العالم، وهي اللغة الاوغاريتية. من مينائها ومرفأها العتيق، نقلت المراكب والسفن إلى العالم: القمح والحرير، وزيت الزيتون والاواني، والنبيذ والزجاج، ترافقها ثقافة الشرق وسحره ولغته. بعد تاريخ الاستقرار البشري فيها الى ما قبل القرن الرابع عشر قبل الميلاد. وقد حملت اسماء عديدة، اضافة الى اسمها الحالي، ومن هذه الاسماء اسم (راميتا). وهو الاسم الذي يعود اليه تاريخ انشاء مينائها، في فترة ازدهار (اوغاريت)، أي في العصر البرونزي الحديث. وميناء اللاذقية يحتوي على حوض يتمتع بحماية طبيعية كاسرة لامواج البحر. حيث تم توسيع هذا الحوض في القرن العشرين، وانشئت فيه ارصفة ومستودعات وصوامع للحبوب ومخازن حديثة وصالات وارصفة ركاب. تحتوي مدينة اللاذقية على الكثير من المعالم الاثرية، منها: قوس النصر الكبير، اعمدة باخوس وهو إله الخمر والكرمة عند الرومان، مدينة ابن هانئ الاوغاريتية، ومدفن القبان الذي يعود الى القرن الاول الميلادي، وغيرها الكثير. اما اللاذقية كمنطقة، ففيها آثار اوغاريت وراميتا وقلعة صلاح الدين وغيرها. والى اللاذقية ينتمي عدد من المشاهير في السياسة والثقافة، منهم: عائلة الاسد الحاكمة في سورية، عز الدين القسام، زكي الارسوزي، بدوي الجبل، وحنا مينه.. وغيرهم.
منقول
مرافئ المتوسط ..اللاذقية: رأس بسيط .. وحرف أوغاريت الأولى