لمسة أمل
لمسة أمل
لمسة أمل
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

لمسة أمل


 
الرئيسيةالبوابة**أحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الهدوء .. صفاء لا تُعكره الإنفعالات

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة





البلد : الهدوء  .. صفاء لا تُعكره الإنفعالات Jo10
نقاط : 198630
تاريخ التسجيل : 01/01/1970

الهدوء  .. صفاء لا تُعكره الإنفعالات Empty
مُساهمةموضوع: الهدوء .. صفاء لا تُعكره الإنفعالات   الهدوء  .. صفاء لا تُعكره الإنفعالات Icon_minitimeالأربعاء مارس 10, 2010 9:07 pm



الهدوء .. صفاءٌ لا تُعكِّرهُ الانفعالات



إبراهيم كشت - في لغتنا المحكيّةِ العامية الدارجة، نَصِفُ أحياناً شخصاً ما بأنه (رايق)، أو ننعتُ حالَهُ بالقول إنه (مْروِّقْ)، أو نتوجه بالنصح لشخص غاضب هائج متوتر بأن نقول له : (رَوِّقْ)، وكلمة (رايق) هذه، ومشتقاتها، هي أنسبُ وأَبلَغُ تعبير عن معنى الهدوء النفسي في أروع صوره وأفضل درجاته .
فـ (الرائق) في أصل اللغة هو (الصافي)، وكأنَّ التعبير العامي باستخدامه لهذا اللفظ، كمقابل لمدلول العصبية والتوتر والاضطراب، يشير إلى أنّ الهدوءَ صفاءٌ، لا تشوبُـهُ ولا تعكِّره ولا تشوِّهه الانفعالات المفرطة، والمزاج الحـادّ، وفورة الغضب، والتعبيرات الصاخبة .
صحيحٌ أن الغضب، والقلق، والخوف، والحزن، والنفور، وسواها مـن الانفعالات، هي جزء مـن ذواتنا وحياتنا وتكويننا، وأنها ـ بشكلها الطبيعي ـ
انفعالات ضرورية لبقاء الجنس البشريّ، وإبعاده عـن المخاطر، وحثّه على العمل والاستمرار والتقدم . لكنَّ التوازن، وحُسْن التكيف، والحياة السويّة، تقتضي أمرين : أولهما أن تكون الانفعالات في حدودها العادية، دون إفراط فيها أو تفريط بها، وثانيهما أن التعبير عن تلك الانفعالات، ينبغي أن يكون بصورة إنسانية حضارية ناضجة لا مبالغة فيها، لكي لا تؤذي الفردَ ذاتَهُ ولا تؤذي المجتمع . وأكثر مـا يدُلُّ على وجـود التوازن فـي هــذه الانفعالات، ويؤكد توافر العقلانية فـي التعبير عنها، هو الهدوء إذا ترسّخ في الوجدان، وانعكس على الهيئة والسلوك . وللمظهر الهادئ الذي يتجلى في قسمات الوجه وتعبيراته، وفي النظرات واللفتات والإيماءات، وفي نبرة الصوت ودرجته، وفي القيام والقعود والمشي وإشارات اليدين وسواها، أثر جاذب، قادر على استقطاب محبة الآخرين وإعجابهم، شريطة أن يكون هذا الهدوء مُعبِّراً بصدق عن سكينةٍ داخليةٍ، واتّزان جَوَّاني . وربما كان السبب في هذا التأثير الإيجابي للهدوء، هو أنه يوحي بالتوازن والنضوج والحكمة لدى الشخص، وأنه يملك إضفاء الطمأنينة والسلام على الجو من حوله، كأنما له (أي الهدوء) هالة تحيط به من حوله، تبعث في النفوس الإحساس بالرقيِّ والجمال .
والهدوء النفسي في جوهره نوع من (السيطرة) على حجم الانفعالات، لإبقائها ضمن المقبول المعقول السَّويّ، والسيطرة علـى الاستجابة ورد الفعل على شتى المثيرات الداخلية والخارجية . ويستطيع الشخص الهادئ الاحتفاظ باتزانه، ومزاجه الرائق، حتى في الأجواء التي يسودها الاضطراب والتوتر والجَلَبَةُ، بينما يضطرب العصبيّ ويثور ويغضب ويصخب حتى في البيئة الهادئة، وتبدو علامات التوتر عليه بشكل تأفف وتبرم وشكوى ونكد وثرثرة، حتى لو كانت الأحداث من حوله تسير بشكلها المعتاد . غير أن كل ذلك لا يعني أن جَوّ الأسرة الهادئ، وجو العمل الهادئ، والبيئة الهادئة بوجه عـام، لا تُساعد على الهدوء، أو لا تعززه .
وإضافة إلى ما في الهدوء من جمال، ورقيّ في المشاعر والأقوال والأفعال والمواقف، وما فيه من عقلانية، وحكمة، وتقليلٍ للنزاعات والعدوان والمشاكل، وما فيه من تأثير إيجابي في الآخرين، فإن من شأنه (أي الهدوء) الاقتصاد في الموارد وتقليل الهدر فيها، ليتاح توجيهها إلى مـا ينفع، وأقصدُ بالموارد هنا ما يملكه كل شخص لتحقيق أهدافه من : وقت وطاقة وقدرات، ذلك أن التوتر والعصبية والغضب، وما يرافقها من سلوكات، تستنفد الطاقة، وتستغرق الوقت، وتهدر القدرات .


منقول
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الهدوء .. صفاء لا تُعكره الإنفعالات
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
لمسة أمل  :: المنتديات الإجتماعية :: العلاقات الإجتماعية-
انتقل الى: