تعرفوا على حقيقة السعال الديكي

البلد : نقاط : 198600 تاريخ التسجيل : 01/01/1970

عندما يحقق أحد العلماء تقدماً علمياً، فإن زملاءه أحياناً يكرمونه، حين يقرنون اسمه بالاكتشاف الذي توصل إليه. ومن بين هؤلاء الذين تمتعوا بهذا الامتياز، أخصائي الجراثيم البلجيكي جول بورديه، وزميله الفرنسي أوكتاف جنجو، اللذان استزرعا في العام 1906 الجرثومة التي تسبب السعال الديكي، والاسم العلمي لهذه الجرثومة هو هيمو فيليس برتوسيس، ولكن حتى بعد مرور 66 سنة على تلك التسمية، فإنها لا تزال تدعى في أحيان كثيرة الجرثومة العضوية لبورديه وجنجو
الجرثومة الدموية المسعلة
تعتبر هذه الجرثومة واحدة من أصغر الجراثيم التي تسبب الأمراض في الإنسان. وتبلغ في الطول نحو 000,60,1 من السنتيمتر، وفي العرض 0001,250 من السنتيمتر. وكلمة هيمو فيليس تعني المتعطشة للدماء. ويطلق ذلك الاسم على الجرثومة العضوية للسعال الديكي، لأنها واحدة من مجموعة من الجراثيم التي يجب أن يزود بعضها بالدم، إذا كان سيتم تربيتها صناعياً في المعمل. وتعني كلمة بروتوسيس، السعال الشديد، وهو أكثر الأعراض تمييزاً للعدوى بهذه الجرثومة
نوبة السعال الديكي
تعدي جرثومة بورديه جنجو الأنسجة التي تبطن المسالك التنفسية التي تؤدي إلى الرئتين. وهكذا فحين يبدأ طفل مصاب بالعدوى في السعال، فقد ينتشر الرذاذ المحتوي على أعداد كبيرة من الجراثيم الضارة في الهواء المحيط به، ومن ثم فإن أي شخص على مقربة منه، قد يستنشق بعض هذه الجراثيم، ويصاب بدوره بالسعال الديكي. وتعرف الفترة مابين العدوى وأول أعراض المرض ‘’ بفترة الحضانة ‘’. وفي السعال الديكي تكون هذه الفترة عادة مابين 8,14 يوماً
وتبدأ نوبة السعال الديكي عادة بسيولة في الأنف، وبدرجة حرارة أعلى من المعتاد، وسعال خفيف. ففي مراحله الأولى، يكون المرض شبيهاً بنوبة برد، ولكن بدلاً من أن يتحسن المريض في خلال يوم أو اثنين، فإن السعال يصبح أسوأ. وفي معظم الأحيان تحدث الكحة في نوبات، وتكون مصحوبة بسعال غريب مخيف، يحدثه المريض حين يسحب النفس داخل صدره. وهذا الصوت المزعج بالطبع، هو الذي أكسب المرض اسمه المعروف. ويستمر السعال الديكي في الغالب لمدة شهر أو أكثر، وأثناء معظم ذلك الوقت، يكون المريض قابلاً لإحداث العدوى للآخرين. ومع ذلك فعندما تعود درجة الحرارة إلى حالتها الطبيعية، يبدأ المريض في التحسن الكبير. وفي بعض الأحيان، تستمر نوبات الكحة عدة شهور، بعد أن تكون كل الأعراض الأخرى قد اختفت
الوقاية
خضع السعال الديكي لكثير من الدراسات العلمية لأنه مرض خطير يهاجم الأطفال الصغار، كما أنه مرض غير سار. وقد انصرف جزء كبير من العمل العلمي إلى وقاية الأطفال من العدوى عن طريق التطعيم. وقد كانت الخطوة الأولى في هذا الصراع الطويل، هي التي قطعها بورديه وجنجو حين استزرعا الجرثومة العضوية الصغيرة في وسط خاص في معملهما. ومنذ ذلك الوقت، جرت عدة محاولات لتحضير الطعوم من مزارع لهذه الجراثيم، ولكن ذلك استمر حتى سنة ,1939 حين نشر الطبيبان الأميركيان بيرل كندريك وج. الدرينج نتائجهما لأول محاولة ناجحة تماماً للتطعيم
وفي إنجلترا جرت محاولة حريصة جداً لتجربة الطعم الأميركي النوع عن طريق المجلس الطبي للبحوث بين العامين، 1950,1945 وأظهرت النتائج أن للطعم مفعولاً جيداً تماماً. سرعان ما أصبح الطعم متاحاً لكل شخص، ونتيجة لذلك لم يكن هناك أكثر من 88 حالة وفاة من السعال الديكي في العام 1955 في إنجلترا، بالمقارنة بـ 689 حالة وفاة قبل ذلك بعشر سنوات
والتطعيم ضد السعال الديكي لا يعطي حماية كافية ضد العدوى، كما أن نوبات المرض تحدث أحياناً حتى في الأطفال الذين تم تطعيمهم جيداً. إلا أن السعال الديكي في طفل تم تطعيمه، يكون عادة مرضاً بسيط
المضاعفات
قبل التوصل إلى طعم فعال، كان السعال الديكي عدوى بالغة الخطورة. فلم يكن هذا المرض خطيراً فحسب، ولكنه كان أيضاً مصحوباً بمضاعفات عديدة، واثنتان من أكثر هذه المضاعفات مضايقة هما النوبات التي تحدث في الأطفال الرضع، والالتهاب الرئوي في الأطفال الأكبر سناً
العلاج

إذا أصيب شخص مطعم ضد السعال الديكي بالمرض، فإن النوبة تكون من البساطة، بحيث تكفي للعلاج عادة الراحة في السرير في حجرة دافئة، مع غذاء خفيف. أما في حالة الطفل الذي لم يتناول الطعم وأصابته العدوى، فأصبح في مرض شديد، فهناك الآن عدة مضادات حيوية مفيدة، ويعطى دواء الأوريوميسين، غالباً للإسراع بالشفاء. ويعتقد بعض الأطباء أن الجو في الأماكن الخلوية المرتفعة يساعد على علاج السعال الديكي، مثل جبال الألب التي يرسل إليها الأطفال القادرون في أوروبا. وقد تم اصطحاب الأطفال أحياناً إلى رحلات في الطائرات، أو وضعوا في غرف يقلل فيها الضغط لتحقيق النتيجة نفسها

منقول