هذا بيان للناس - وما تدري نفس ماذا تكسب غدا

البلد : نقاط : 198600 تاريخ التسجيل : 01/01/1970

هذا بيان للناس - وما تدري نفس ماذا تكسب غداً

عبد الله حجازي - كل حديث عن الغيب.. باطل تماماً، والتنبؤ بما يحمله الغيب تخريف ما قدر الانسان منذ كان حتى اليوم.. والغد على اثبات صوابه، والله تعالى استأثر بعلم الغيب بمبتدأه ومنتهاه، دقائقه وتفاصيله، ما اعطى هذا العلم لأي من خلقه، صحح مسلم عن عائشة رضي الله عنها قالت: من زعم ان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخبر بما يكون غداً فقد اعظم على الله الفرية، ونقل البخاري عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: مفاتح الغيب خمس لا يعلمها الا الله: لا يعلم ما تغيض الارحام الا الله، ولا يعلم ما في الغد الا الله، ولا يعلم متى يأتي المطر الا الله، ولا تدري نفس بأي ارض تموت الا الله ولا يعلم متى تقوم الساعة الا الله.
عالم الغيب هو الله تعالى، اضاف هذا العلم الى ذاته سبحانه وخص نفسه بهذا العلم، الا من ارتضى من رسول واصطفى من نبي، بغير هذا، فان من جزم انه يعلم ولو حتى جزئية من علم الغيب، فقد كفر ففي الحديث القدسي قال الله تعالى: اصبح من عبادي مؤمن بي وكافر بالكواكب، فأما من قال مطرنا بفضل الله ورحمته فذلك مؤمن بي كافر بالكواكب واما من قال مطرنا بنوء كذا وكذا فذلك مؤمن بالكواكب كافر بي .
كل هذا واكثر جمعته الآية الاخيرة 34 من لقمان:.
ان الله عنده علم الساعة، وينزل الغيث ويعلم ما في الارحام، وما تدري نفس ماذا تكسب غداً وما تدري نفس بأي ارض تموت ان الله عليم خبير .
نقل القرطبي عن مقاتل ان هذه الآية نزلت في رجل من اهل البادية، اتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ان امرأتي حبلى فأخبرني ماذا تلد، وبلادنا جدبة فأخبرني متى ينزل الغيث وقد علمت متى ولدت فاخبرني متى اموت وقد علمت ما عملت اليوم فأخبرني ماذا اعمل غداً واخبرني متى تقوم الساعة فأنزل الله تعالى على نبيه هذه الآية، وروى ابو المليح عن ابي عزة الهذلى قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم.. اذا اراد الله قبض روح عبد بأرض جعل له اليها حاجة فلم ينته حتى يقدمها .
هكذا بقيت هذه الخمس غيبيات في حصنها ما قدر الانسان على اختراقه بكل ما اوتي من علم او معرفة، فيوم القيامة ما حدده احد، رغم كل ما قيل من تخرصات، وبقي علمها عند الله سبحانه وتعالى الى ان يأمر جل وعلا بالنفخ في الصور، ومتى واين تتشكل الغيوم ثم تمطر فعل لم يقدر عليه احد حتى الآن.. الا الله، وعلم ما في الارحام، بقي عتمة لم يقدر احد على اضاءته.. الا بعد ان تتشكل اعضاء الجنين فيرى ما في الرحم، وما علم كينونه حتى قبل ان يكون الا الله تعالى.
اما ماذا تكسب النفس غداً، فهذا التحدي الباقي ازلاً، رغم كل ما احاط بالحياة من تخطيط وتنظيم، قد يأتي كما خططنا، لكن هذا بارادة الله، وقد ينسفه الغيب رأساً على عقب حين يصبح هذا الغيب واقعاً معاشاً نراه، كما قال ابن البادية علمت ما عملت اليوم فأخبرني ماذا اعمل غداً؟!.

منقول