يكثر الناس من تناول الحلويات في شهر رمضان المبارك، ولا تخلو موائدنا كل يوم من مختلف انواع الحلويات العربية او الغربية، نتناولها بشهية دون ان ندرك احتواء هذه الحلويات على كميات كبيرة من السكر الذي يهدد صحة الشخص ويعرضها للخطر. الكثير من الناس لا يعرفون عن تاريخ السكر وآلية تكريره والفرق بين السكر المكرر والطبيعي وعن بدائل السكر او ما تعرف بالمحليات الصناعية. اكتشف قصب السكر قبل ميلاد السيد المسيح بـ 500 عام تقريباً في الهند، وادى فتح العرب للهند بعد الف عام تقريباً الى انتشار قصب السكر في بقية انحاء العالم. تعلّم العرب آلية معالجة قصب السكر من الهنود، واحضروه معهم الى معظم الدول الاوروبية التي فتحوها والتي كانت تعرف العسل الطبيعي فقط بسبب عدم وصول السكر الى الغرب الى ان بدأت الحملات الصليبية، واول توثيق لوجود السكر في بريطانيا كان في عام 1099. وتم احضار السكر للولايات المتحدة الامريكية بواسطة كريستوفر كولومبوس، وكان الامريكان يعالجون السكر بواسطة غلي عصير القصب الى درجة التبخر، ثم حصد البلورات التي تتبقى بعد تبخر الماء وكانت تحتوي على نسب عالية من البروتين، الالياف، الفيتامينات، والمعادن. وبعد عدة قرون اصبحت عملية تكرير السكر وسحب معظم المواد المغذية منه، من الصناعات المربحة جداً. ويشار إلى أن السكر المستخرج من عصير قصب السكر بالاضافة الى الشمندر والفاكهة يعتبر سكرا خاما. وبعد حصاد البلورات الناتجة عن تبخر عصير القصب تمر بالبلورات بعدة عمليات تشمل الغليان والتبخر والفصل والفلترة والتجفيف، والهدف من هذه العمليات ازالة جميع اجزاء النبات الاصلية مثل السيقان والالياف.... الخ ليتم انتاج السكر النقي. وتؤدي هذه العمليات الى ازالة معظم الالياف والمواد الغذائية التي كانت موجودة في البلورات الاصلية فيصبح السكر مادة مكررة منخفضة القيمة الغذائية وعالية بالسعرات الحرارية. منذ عدة قرون مضت، كان انتاج السكر المكرر مكلفاً ويباع باسعار عالية جداً وكان استخدامه او تناوله يقتصر على طبقة معينة من الناس حتى اصبح السكر المكرر رمزاً للمنزلة الاجتماعية. والاشخاص الذين كانوا يحصلون على هذه المادة يطلق عليهم اسم «الصفوة». ومن المثير للدهشة ان هذه الطبقة الاجتماعية كانت تصاب بالامراض بنسبة أعلى من افراد الطبقات الفقيرة التي كانت تحصل فقط على السكر الخام غير المكرر او الطبيعي. وهنا بدأت فكرة ان الاطعمة المكررة قد يكون لها تأثير سلبي محتمل على الصحة العامة. فبدأ السكر بعد ذلك يكتسب سمعة سيئة وليس فقط السكر المكرر، بل جميع انواع السكر. وبدأ الناس يتجنبون تناوله في انظمتهم الغذائية بدون ان يفهموا آلية تأثيره على صحتهم. فلجأوا الى استخدام بدائل السكر او المحليات الصناعية، ولكن هل هذه المواد الكيميائية الصناعية آمنة؟ هناك عدة اسباب ادت الى اكساب السكر سمعته السيئة، منها اعتبار السكر المكرر مصدراً لغذاء البكتيريا الموجودة في الفم فتبدأ عملها في تكوين الفجوات داخل الاسنان. ومن الاسباب الاخرى اعتقاد الناس بتحول السكر الزائد في الجسم الى دهون بناء على تصريح العديد من خبراء التغذية والاطباء، فالسكر يزيد من تخزين الدهون في الجسم بسرعة وسهولة. وقد اشارت العديد من الكتب المتعلقة بالتغذية الى سهولة تحول السكر الى دهون. وبناءً عليه، يجب علينا فهم انظمتنا البيولوجية لتحليل هذه الحقائق والاجابة على هذا السؤال. كيف يتم تخزين السكر على شكل دهون؟ يعالج الكبد جزيئات الجلوكوز ويحولها الى دهون ثلاثية او جزيئات دهنية ، فسواء تناولت ملعقة من سكر المائدة او اي طعام اخر يحتوي على الكربوهيدرات فان ما يدركه الكبد فقط هو وجود جزيئات الجلوكوز بدون ان يعلم مصدرها ويبدأ بتحويلها الى دهون. واشار العديد من خبراء التغذية الى اهمية تفادي تناول المنتجات التي يتم اضافة السكر اليها بكميات كبيرة لتحليتها، مما يتسبب بايجاد منتجات عالية السعرات الحرارية واستهلاك هذه السعرات يجعل من الصعب على الجسم التخلص منها وينصحون باستخدام المحليات الصناعية لعدم احتوائها على سعرات حرارية، ولكن هل هي آمنة؟
يوجد في الاسواق حالياً خمسة انواع من المحليات الصناعية وهي: * Acesulfame-K الذي تم انتاجه في عام 1967 وهو احلى بـ 200 مرة من سكر المائدة (السكروز). ويشار الى انه منذ عام انتاجه الى الآن تم نشر 90 دراسة علمية حوله، اشارت الى عدم امتصاص الجسم له وعدم ارتباطه بأية مخاطر صحية. ومع ذلك اشارت دراسات علمية اخرى قام بها باحثون بالتغذية من عدة جامعات امريكية الى تحطم هذا المركب الى مادة اسيتواسيتاميد، ووجود هذا المادة بالغذاء بنسبة 1% الى 5% يؤدي الى اصابة الفئران المخبرية باورام الغدة الدرقية. *Aspartame الذي تم انتاجه في العام 1965 وهو مركب قليل السعرات واحلى بـ 200 مرة ايضاً من سكر المائدة. يتكون الاسبرتام من نوعين من الحموض الامينية (وحدات بناء البروتين) وهما حمض L-phenylalanine وحمض L-aspartic . وقد اجريت اكثر من 200 دراسة على هذا المركب والخطر الصحي الوحيد الذي تم توثيقه يتعلق بالافراد الذين يعانون من مرض الفينيل كيتون يوريا PKU ، اي الافراد الذين ليست لديهم المقدرة على هدم الحمض الاميني L-phenylalanine مما أدى بالشركات المنتجة الى وضع تحذير على منتجات الاسبارتام التي تباع بالاسواق يتعلق بهذا الخطر الصحي. وعلى الرغم من عدم توثيق اية مخاطر صحية اخرى الا ان بعض الافراد اشاروا بعد تناولهم لمنتجات تحتوي على الاسبرتام الى اصابتهم بالصداع، الغثيان، الشقيقة، فقدان الذاكرة، التعب، الارتباك، والاكتئاب. *Saccharin وهو النوع الأكثر شيوعاً وقد اكتشف قبل 100 عام تقريباً، وقد أُجريت عليه 30 دراسة تقريباً ولم تُشر الى أية مخاطر صحية. ولكن وفي عام 1997 اشارت دراسة استخدمت القوارض الى احتمالية حدوث اورام في المثانة نتيجة استخدامه. * Stevia وهو عبارة عن نبات ينمو في غابات الباراغواي الماطرة ، وهو أحلى ب 300 مرّة من سكر المائدة، لا يؤثر في سكر الدم ولا يحتوي على أية سعرات حرارية. استخدمت اوراق النبات لاكثر من 1500 عام من قبل هنود الباراغواي ووصلت الى اوروبا في عام 1899 وأصبحت من أكثر المحليات شيوعاً لأنه طبيعي وعلى الرغم من عدم موافقة ادارة الغذاء والدواء عليه كمصدر للغذاء، الا انه يصنف كمكمل غذائي. * Sucralose وهو مادة مصنعّة من السكر نفسه، لا يحتوي على سعرات حرارية وهو أحلى ب 600 مرّة من سكر المائدة(سكروز). أُجريت عليه أكثر من 100 دراسة علمية بهدف الموافقة عليه كمضاف غذائي. يحاول العديد منّا تجنب تناول الاطعمة الغنية بالسكر واستخدام المحليات عوضاً عنها، ولكن الموازنة في كمية السكر التي نتناولها لن تترك أي أثر على الجسم. وتذّكر أن الكبد لا يميز بين جزيئات السكر القادمة من سكر المائدة أو الاطعمة الغنية بالسكر أو من المحليات قليلة السعرات. ولو عملنا على تجنب الاطعمة الصحية بسبب احتوائها على السكر كالفاكهة مثلاً فنحن بذلك نخسر العديد من الفيتامينات والمعادن والمركبات النباتية التي لا يمكن ان تعوضها حبة دواء تباع في الاسواق. فالبرتقال يقلل من خطر الاصابة بالسكتة الدماغية والموز يزيد من صحة القلب عبر تزويده بالبوتاسيوم والقائمة تطول وتطول. ينصح خبراء التغذية باستخدام أنواع السكر الطبيعية في طعامنا وهي كثيرة نذكر منها على سبيل المثال: مستخلص نبات ستيفيا وعصير قصب السكر وعصير الفاكهة (فركتوز) والعسل وغيرها من المواد الغنية بالحديد والمواد المغذية الاخرى، ولها تأثير قليل على الانسولين وسكر الدم حسب الدراسات العلمية. هذا وقد أثبتت الدراسات العلمية الحديثة ارتباط السكر المكرر أو المعالج بالعديد من الأمراض نذكر منها على سبيل المثال ما يلي: 1- يتسبب السكر بارتفاع نسبة الدهون الثلاثية في الجسم. 2- يقلل من دفاعات الجسم ضد الامراض المعدية. 3- يتدخل بعملية امتصاص الكالسيوم والمغنيسيوم. 4- يضعف النظر. 5- يتسبب بالهرم المبكر. 6- يتسبب بتسوس الاسنان. 7- يساهم في البدانة. 8- يتسبب في التهاب المفاصل. 9- يمكنه التسبب في حصى المرارة. 10- يمكنه التسبب بالامراض القلبية. 11- يمكنه التسبب بالتهاب الزائدة الدودية. 12- يساهم في حموضة اللعاب. 13- يقلل من حساسية الانسولين. 14- قد يقلل من كمية فيتامين E في الدم. 15- يؤثر في هرمون النمو. 16- يزيد من مستوى الكولسترول. 17- يتسبب بحساسية الطعام. 18- يساهم في احداث مرض السكري. 19- يمكنه ان يجعل الجلد يهرم عن طريق تغيير تركيب الكولاجين. 20- يرفع نسبة الكولسترول السيء في الجسم LDL . 21- يقلل من قدرة الانزيمات على العمل. 22- يزيد من كمية الدهون على الكبد. 23- قد يتسبب بتلف البنكرياس. 24- يمكنه التسبب بالصداع والشقيقة. 25- يمكنه ان يتسبب بالاكتئاب. 26- يزيد من خطر الاصابة بقرحة المعدة. 27- قد يؤدي الى تشكل حصى الكلية. 28- يغذي الخلايا السرطانية. 29- يؤدي الى الادمان. 30- يبطيء من مقدرة الغدد الادرينالية على العمل. 31- يتسبب بارتفاع ضغط الدم عند الاشخاص البدناء. 32- يتسبب بامراض اللثة.
الأحد أغسطس 14, 2011 9:59 pm