داء التريكوموناس .. مشكلة تناسلية يمكن علاجها

البلد : نقاط : 198450 تاريخ التسجيل : 01/01/1970

داء التريكوموناس.. مشكلة تناسلية يمكن علاجها

د.سميح خوري - يسمى داء التريكوموناس باللغة العربية بداء الدويبة المشعرة، والكائن الذي يُسبب هذا المرض وحيد خلية من الطفيليات ذوات السياط، ويمكن مشاهدته تحت المجهر بكل سهولة، حيث يبدو بشكل اجاصة ذات عدد من الخيوط، وهو يتحرك حركة نشيطة جدا، ويوجد هذا الكائن في المهبل بشكل طبيعي غير ممرض الا اذا حدث تغير في الرقم الهيدروجيني (الحموضة) للمهبل، حيث يميل نحو القلوية التي تعتبر الوسط المناسب للشروط الحياتية للكائن بحيث يصبح قادرا على احداث التهاب المهبل وما ينتج عنه من افرازات مهبلية ذات رائحة مميزة.
هناك ثلاثة انواع من الدويبات المشعرة: اولهما، تريكوموناس الفم، وثانيها تريكوموناس الامعاء، وثالثهما تريكوموناس المهبل، يختلف كل منها عن الآخر، وتتواجد في مواضع مختلفة ايضا.

كيفية انتقاله:

ربما لا نبالغ اذا قلنا ان عشرة بالمئة (10%) من النساء تصاب بهذا المرض، وقد اصبح هذا الالتهاب اليوم اكثر الامراض التناسلية شيوعا، خاصة في الغرب، لانه ينتقل عن طريق الاتصال الجنسي، وقد ينتشر المرض ايضا بواسطة الفحص النسائي، عندما لا يعقم الطبيب ادواته الطبية كما يجب، او بواسطة الجلوس على المرحاض الافرنجي واستعمال مناشف ملوثة غير شخصية. ونظرا لامكانية هذا الكائن من الانتقال من المهبل الى عنق الرحم والاحليل والمثانة، لذا يُسمى ايضا بالدويبات المشعرة البولية التناسلية.
من خلال الاحصائيات الطبية نجد ان التهاب المهبل بالدويبات المشعرة يتراوح بين 5 - 90% من مجموع حالات التهاب المهبل. وتتراوح نسبة الاصابة بين الزوجين بين 25 - 100%.

الاعراض:

يكون ربع الحالات عديم الاعراض ونصفها يتجلى باعراض خفيفة، اما الربع الباقي فيتجلى باعراض شديدة. وفي الحالات الحادة تتجلى الاعراض بحكة مع الشعور بالحرقة في الفرج وفي المهبل، تترافق بافرازات مهبلية غزيرة سائلة، بيضاء - صفراوية، تتضمن فقاقيع هوائية وذات رائحة كريهة جدا، وقد تشكو المريضة احيانا من حرقة اثناء التبول.
وقد تحصل احيانا مضاعفات جرثومية عندما تتسرب التريكوموناس الى القناتين الرحميتين بعدما تدخل في الاحليل او تتمركز في غدد بارتولينو .

اعراضه عند الرجل:

يتمركز داء الدويبة المشعرة في الاحليل وقد نجده احيانا في المثانة وربما في البروستات والحويصلات المنوية، وغالبا ما يحدث المرض دون اعراض هامة او حتى لا يدري به الرجل، فكأنه غير مصاب به اطلاقا، مما يفسر صعوبة اكتشافه، بعكس ما هو عند المرأة.
لكن احيانا تظهر على الرجل اعراض شبيهة باعراض السيلان (التعقيبة) أي انه يشعر بدغدغة في احليله وافرازات تخرج منه وذلك طيلة اسبوع او اشهر او سنين، واحيانا اخرى قد يشكو من نزّ احليلي صباحي أي بافراز نقطة بيضاء - صفراوية عند الصباح (تلوث سرواله الداخلي بشكل بقعة صغيرة) كما لو كان مصابا بالتعقيبة.

التشخيص:

الاعراض المذكورة تساعد على التشخيص، ويتأكد الطبيب من وجود التريكوموناس بواسطة فحص مجهري وذلك اما بالفحص المباشر في العيادة، او اخذ عينة من الافراز المهبلي وارسالها الى المختبر لفحصها، اما بالنسبة للرجل، يلجأ الطبيب الى زرع السائل الابيض النزّ الذي يستخرجه من فوهة الاحليل، وقد يحاول ايضا البحث عن هذه الدويبة في زرع البول.

العلاج والوقاية:

تعتبر المعالجة بمضادات الدويبات المشعرة (مادة الماتروندازول) والذي يصفها الطبيب بشكل موضعي على شكل تحاميل مهبلية وحبوب تتناولها المريضة عن طريق الفم، من افضل المعالجات الحديثة. هذا، وتمنع العلاقة الزوجية لحينما تشفى الزوجة، ويمنع تناول المشروبات الروحية، كما يطلب من المريضة تغيير ثيابها الداخلية بعد غليها جيدا خشية حدوث الانتكاس، وتناول العلاج لا يتوقف على الزوجة فقط، بل من الضروري جدا ان يتناول الزوج العلاج مع زوجته، وبنفس الوقت لكي يحصل شفاء تام، لانه من الثابت اذا كانت الزوجة مصابة فسوف تنتقل العدوى الى الزوج بنسبة تصل الى 90%.
مستشار الامراض النسائية والتوليد وجراحتها

منقول