مقبرة الحلفاء في غزة : بريطانيون بأسماء وعثمانيون بأرقام

البلد : نقاط : 198390 تاريخ التسجيل : 01/01/1970

مقبرة الحلفاء في غزة: بريطانيون بأسماء وعثمانيون بأرقام

محمد رفيع - مقبرة ''البريطانيين'' في غزة شاهد على اول اقتحام غربي، في العصر الحديث، للشرق. فبعد صمود اسطوري لغزة، وتدمير لثلثي ابنيتها، ومساجدها وكنائسها، ودفاع مستميت من قبل العثمانيين والعرب، عن المدينة، وصد ثلاث محاولات همجية، من قبل قوات الحلفاء، واستخدام للغازات السامة، ضد سكان غزة، لأول مرة في التاريخ. سقطت المدينة، بعد ان دفع الحلفاء ثمناً باهظاً، دُفن اغلب جنودهم في تلك المقبرة، لتظل شاهدة على ان الشرق كله سقط، بعد ان وقعت غزة في ايديهم..!؟.
حقائق
*تسمى تلك المقبرة بـ ''مقبرة الجنود الانجليز'' او ''مقبرة الحلفاء''، او ''مقبرة الكومنويلث''، او مقبرة ''حرب غزة''، حيث دفن فيها الجنود البريطانيون، الذين قُتلوا اثناء اقتحام الحلفاء لمدينة غزة، في الحرب العالمية الاولى (1914-1918).
*تقع المقبرة في ''حي التفاح'' شرق مدينة غزة، وبجوارها ''حي الشجاعية''، حيث يزيد عمرها عن تسعين عاماً، وتعتبر قطعة من اوروبا، على مستوى جمالها، والعناية بها، حيث تخصص لها الحكومة البريطانية ميزانية مرتفعة نسبياً، فهي تبدو وسط احياء غزة وكأنها منتجع او متنزه.
*تبلغ مساحة المقبرة نحو اربعة دونمات (4000م2) مغطاة بـ ''النجيل'' الأخضر، وتزينها الاشجار، والزهور الخاصة، والنصب التذكارية المكسوة ببلاط صخري، كما ان شواهد القبور مرتبة بشكل هندسي بديع.
*يقول النصب التذكاري الصخري للمقبرة ''ان الأرض المقام عليها المقبرة هي هبة من أهالي فلسطين، لتكون مقر الراحة الأبدية لجنود الحلفاء، الذين قتلوا في حرب (1914-1918) تخليداً لذكراهم''. الا ان اهل غزة ينفون ذلك، ويؤكدون ان المندوب السامي استولى على الأرض لدفن جثامين الجنود، الذين قتلوا على يد العثمانيين الأتراك والعرب، وهم يدافعون عن مدينة غزة.
*بحسب سجلات المقبرة، فان الجنود البريطانيين المدفونين فيها يبلغ عددهم (3029)، والى الشمال منها تم دفن الجنود الأتراك، من دون ان يوضع على قبورهم شواهد تشير الى اسمائهم.
*توفر الحكومة البريطانية ميزانية كبيرة، وكل ما يلزم، لبقاء المقبرة مكاناً جميلاً. حيث يتبع لها مشتل كبير، لزراعة الزهور، لتزيين المقبرة، واستبدال اية شتلة تفسد او تموت فوق القبور. وهناك مصنع خاص في فرنسا، يقوم بصناعة شواهد القبور، واستبدال ما يتلف منها.
*تعتبر هذه المقبرة واحدة من خمس مقابر لجنود الحلفاء في تلك المنطقة، كشاهد على ضراوة المعارك التي خاضها العثمانيون، ضد قوات الاحتلال البريطاني، في الحرب العظمى الاولى، وقد صمدت غزة، في تلك الحرب، نحو ثمانية شهور، حيث تم خلالها صد ثلاث محاولات لاحتلال غزة، أدت الى طرد ثلاثة قادة بريطانيين، كان اخرهم الجنرال ''اللنبي'' الذي سقطت غزة على يديه، لتسقط بعدها القدس وكل فلسطين، في ايدي قوات الحلفاء.
*يدير المقبرة ويشرف عليها عدد من افراد عائلة ''جرادة'' الفلسطينية، منذ اكثر من ستين عاماً. حيث تعاقب على هذا العمل ثلاثة اجيال من العائلة (الاب، الابن، الحفيد) حيث حصل الابن (ابراهيم) على وسام رفيع من ملكة بريطانيا.
*يذكر ان المقبرة تضررت نسبياً في العدوان الاسرائيلي على بيت حانون، قبل نحو عام ونصف.

منقول