نحو تشريع قوانين تنظم التعامل بالنباتات والأعشاب الطبية

البلد : نقاط : 198320 تاريخ التسجيل : 01/01/1970

نحو تشريع قوانين تنظــّم التعامل بالنباتات والأعشاب الطبية

نحو تشريع قوانين تنظم التعامل بالنباتات والأعشاب الطبية NR066876

د.ص نا ئل عويس - تخضع أمور الغذاء و الدواء في الاردن للقوانين والنظم من خلال فلتر الغذاء والدواء وأقصد به مختبر الرقابة الدوائية والغذائية وبإشراف العين الساهرة وأقصد بها المؤسسة العامة للغذاء والدواء، لكن تبقى الحاجة الى تشريع للقوانين التي تنظم أسس التعامل بالنباتات والأعشاب الطبية سواء كانت منفردة ودون تصنيع أو تلك الخلطات التي يقدمها بعض الدخلاء لزبائنهم على انها خلطات او نباتات تشفي من الأمراض المزمنة والمستعصية على الدواء والطب الحديث ،و نحن اذ نحترم مهنة العطارة العريقة والتداوي بالأعشاب المتوارث منذ قديم الزمان من قبل الصينيين والهنود والعرب فانه لا بد من وضع اسس التعامل بهذه المهنة في الاطار العلمي والمهني السليم.
وفي هذا الاطار يمكنني القول انه منذ فترة ليست بالوجيزة وأنا أراقب موضوع التداوي بالأعشاب والنباتات الطبية كما حرصت اثناء زيارتي للعديد من البلدان على متابعة كل ما له علاقة بهذا الامر، وكانت نتيجة ذلك اقتراحات متواضعة اتامل ان تكون خيرا للإنسان الذي يتوجه لشراء النباتات الطبية او الخلطات غير المعروف محتواها سواء من محلات العطارة أو من بعض المؤسسات التي تدعى تقديمها للنباتات والأعشاب الطبية منفردة أو مركبة ، طبيعية أو على هيئة خلطات. وأتمنى أن يكون في اقتراحي هذا ما يطور مهنة التداوي بالأعشاب والنباتات الطبية في الأردن من حيث الذين يمارسونها والارتقاء بوعي الناس الذين يقبلون على استخدامها والتي من المفروض أن يبدأ التعامل بها بعد تشخيص المرض من قبل الطبيب المختص .
ويأتي اقتراحي هذا في أربعة محاور هي:
* المكان
* الممارس للمهنة
* المنتجات من النباتات والأعشاب الطبية والخلطات
* المستهلك.
أولاً المكان: وضع قانون يحدد مواصفات المكان (المحل ) من حيث الموقع والمساحة والارتفاع وطبيعة الجدران والأرضيات والتهوية ودرجة الحرارة والرطوبة أي ''ظروف التخزين'' وظروف البيئة المحيطة ، وإقرار مسافة بين محل وآخر .
يمنح المكان أو المحل الذي تباع فيه النباتات والأعشاب الطبية موافقة من قبل قسم التراخيص والمهن الطبية لأن ما يتداول في هذه المحلات يتعلق بصحة وحياة الإنسان مثل الصيدلية أو العيادة. ولا تمنح رخصة المهن من قبل الأمانة إلا بعد موافقة قسم تراخيص المهن الطبية.
ثانياً الممارس للمهنة: وضع قانون يحتم ألا تمارس مهنة التداوي بالنباتات والأعشاب الطبية الا من قبل المؤهلين لذلك. ويمنح الترخيص فقط لمن يجتاز مقابلة لجنة مختصة يكون من ضمن أعضائها أساتذة جامعيون مختصون في النباتات والأعشاب الطبية ومختصون من المؤسسة العامة للغذاء والدواء.
ويعلق ترخيص المزاولة في مكان بارز في المحل حتى يدرك الناس بأنهم في هذا المكان يتعاملون مع من هو مؤهل.
ثالثاً المنتجات : النباتات والأعشاب الطبية بكافة اجزائها ومستخلصاتها والخلطات لا بد من اجتيازها وحصولها على موافقة المؤسسة العامة للغذاء والدواء و يمكن تشكيل قسم خاص لهذا الموضوع لأهميته وانتشاره بين الناس.
وهذا ينطبق على النباتات والأعشاب الطبية والخلطات سواء تلك التي تؤخذ عن طريق الفم أو تلك التي تستعمل خارجياً كمستحضرات تجميل أو لعلاج المشاكل الجلدية ويجب أن تجتاز كافة المنتجات التي تباع ويتداول بها فحوصات مختبرات الرقابة الدوائية .
ويمكن تشكيل كوادر مؤهلة إضافية لمثل هذا الأمر حتى لا نحمل الزميلات والزملاء في مختبر الرقابة الدوائية عبئاً إضافياً لما يقومون به حاليا بالنسبة للأغذية والأدوية.
ولا بد ان تخضع المحلات المرخصة كمكان وكافة المنتجات المتداولة بها والقائمين عليها لتفتيش دوري من قبل المختصين في المؤسسة العامة للغذاء والدواء للتأكد من أن الأمور تسير وفق النظم والقوانين .
رابعاً المستهلك: لابد من رفع درجة الوعي لدى المواطن في أمور التداوي والتداول بالنباتات والأعشاب الطبية وتوجيهه إلى الطريقة السليمة والمكان الصحيح والشخص الممارس المؤهل والتوضيح له بأن ذلك يعود عليه بالفائدة الآنية وعلى المدى البعيد وأن التداوي السليم بالنباتات والاعشاب الطبية والخلطات المركبة وطلبها يتم فقط من المحلات المرخصة لذلك وان هذا الأمرسيحميه ويجنبه الوقوع في الكثير من الأعراض الجانبية التي قد لا تحمد عقباها ويمكن هنا ان يكون دور لكل من قسم التثقيف الصحي وبالتعاون مع المؤسسة العامة للغذاء والدواء.
باحث فـي استراتيجية الصناعة الدوائية
فـي الأردن والوطن العربي ومهتم بالنباتات والأعشاب الطبية