خلق الله الحب .. لكي نتبادله

البلد : نقاط : 198390 تاريخ التسجيل : 01/01/1970

خلق الله الحب، لكي نتبادله في معاملات حياتنا، الحب.. كالفلوس، والمشاعر..كالثروة،..لا يصح أن تكون بخيلا بهما على من حولك، لا يحب الله البخلاء.. كما لا يحب المسرفين، وفي الحب يسري نفس القانون الإلهي..لا بخل لا إسراف، إنما اعتدال في الأحاسيس تجاه من تحب، حتى يستقيم الحب.
والحب رزق، يرزقه الله لمن يشاء، يرزقه.. فيحبك الناس في الله، لا أسباب واضحة وصريحة لأن يحبك أحد..إلا لأن الله وهبك هذا الحب، حين يمنح الله حب الناس فقد منحه أغلى وأرقى وأهم رزق وهو محبة الناس الخالصة لوجه الله، لا ثروة ولا سلطة، فقط: أحبك الله.. فأحبب الناس فيك!
رائعة هذه المعادلة التي تحمل متعة الدنيا وما فيها، وتحمي الإنسان من الكتابة والألم النفسي، كثير من الناس تقبض على الثروة والسلطة أو إحداهما..لكن القليلين يملكون ثروة حب الناس لهم وسلطة امتلاك إجماع الناس عليهم.
إن أحب دعوات الأمهات لأولادهن هي:"ربنا يحبب فيك خلقه" والدعوة من الأم..رزق، والرزق من الله..حب، فماذا لو استجاب الله فأنزل من السماء محبته على من أحب..فأحبه الناس!
مرة أخرى: إنه الحب.. الرزق، لا بيدي ولا بيدك، لا يباع ولا يشترى، لا يصنع ولا يوضع على الوجه مثل قناع بلاستيك..يرزق الله، فتجد من تحب أيضا، أن تستطيع الحب، أن تجد ما تحبه ويحبك، أن تحب.. رزق، فقد رزقك الله القدرة على الحب، وهي منحة حقيقية صادقة نقية لا يمنحها الخالق إلا لمن يرى فيهم قدرتهم وقوتهم على أن يتحملوا مسؤولية هذا الحب.
في الحب - لأنه الحب - لا فرق بين حب وحب إلا بالمشاعر..
نبع الحب واحد..من السماء مرورا بقلب الإنسان، إنه نفس النبع الذي خلق منه الله أول علاقة حب بين آدم وما حوله..آدم وحواء..آدم والحياة..آدم وذريته، رزق، ويرزق الله ما يشاء لمن يشاء، سئل النبي محمد صلى الله عليه وسلم عن حبه العميق الكبير للسيدة خديجة بعد قصة حب عظيمة فقال: "إني قد رزقت حبها".. حديث شريف ـ أخرجه البخاري.
من قال إذن أن الحب حرام في الإسلام؟ من أصدر فتاوى قتل الحب من فوق أشجاره؟ من أوحى للرجل أن الحب فقدان للرجولة.. وإخلال بالعقيدة.. وسقوط فارس من جواد الشرف؟
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحب: "سبحان الله العظيم، سبحان مصرف القلوب "صدق رسول الله.
"مصرف القلوب "إلى القلوب..هو الله الذي خلقها..وسخرها للحب، نفسه القلب الذي يحب الله، يحب رسوله الكريم،

منقول